تمّ اختيارُك!

لنركّز معًا أعيننا على أعظم بركة في الحياة المسيحيّة: الحياة الأبديّة! السماء واقع والله ينتظرك هناك!

هل حاولت مرّة أنت تتخيّل عظمة الله؟

فكرنا ومفهومنا عن الله محدود جدًّا لدرجة أنّنا لا نقدر أنْ نقيس عظمته. هذا ما لاحظه الملك سليمان حين انتهى من تشييد هيكل الربّ…

“لأنّه هل يسكن الله حقًّا على الأرض؟ هوذا السماوات وسماء السماوات لا تسعك، فكم بالأقلّ هذا البيت الذي بنيت!” (انظر الكتاب المقدّس، 1ملوك 8: 27)

لا بدّ أنّ هيكل سليمان كان هيكلًا عظيمًا، ولكنّه لم يكن يتّسع كفاية لاستقبال الله… ومع هذا، ملأ مجد الربّ كلّ الهيكل! (انظر 2أخبار 7: 1)

غالبًا ما يكون مفهومنا عن الكون وخالقه محدودًا بما تراه العين وتلاحظه وتحلّله. تقارن بعض الكتب حجم الأرض والسماء بوضعهما جنبًا إلى جنب، وهكذا تبدو الشمس كرة كبيرة ناصعة باللون الأصفر، وتبدو الأرض قربها مثل رأس الدبّوس.

هذا يجعلني أفكّر بالسماء حين أكون وجهًا لوجه أمام الله القدير خالق السماء والأرض. من الصعب تخيّل هذا ونحن بشر حجمنا لا يتعدّى ذرّة الغبار…

ومع هذا، ومع وجود هذا التباين والاختلاف، اختارك الله لكي تكون مسكنًا له. (انظر عبرانيين 3: 6)

هل تظنّ أحيانًا أنّه من المستحيل أنْ يسكن هذا الإله العظيم والجبّار داخلك؟ هل تقول هذا لأنّك تشعر أحيانًا أنّك لا تستحقّه وأنّك صغير جدًّا لا تقدر أنْ تفهم لماذا اختار أنْ يسكن داخلك؟

اعلم أنّه لا يوجد حدود جسديّة بين الأرض والسماء… ولا بينك وبين الله.

منذ اللحظة التي تقدّم فيها حياتك بالكامل له، يملأ الله كلّ المساحة… ويملأ قلبك كذلك. هو موجود معك إلى الأبد، داخلك. لا تشكّ بهذا أبدًا!

أشجّعك اليوم وكلّ يوم أنْ تُدرك أنّ إله الكون الذي جعل كرسيّه في السماء هو أيضًا يسكن داخلك.

فليملأ الله يومك بالسعادة لأنّك موجود مع إله السماوات والأرض!