هل تقارن نفسك بالآخرين؟

هل تعرف قصّة داود وجوليات الجبّار؟ (يُمكنك قراءتها في 1صموئيل 17)

ربّما ترى نفسك في هذه القصّة… ترى نفسك كداود الذي يحارب جوليات الجبّار. وحين كان داود يُجهّز نفسه، اقترح عليه الملك شاول أن يرتدي ثيابه العسكريّة.

نقرأ في الكتاب المقدّس: “وألبس شاول داود ثيابه وجعل خوذة من نحاس على رأسه والبسه درعًا.” (1صموئيل 17: 38)

مع أنّ داود لم يرتدي ثيابًا عسكريّة من قبل، إلّا أنّه تعرّض للإغراء بأن يرتدي ثياب الملك شاول.

ولكن هذا ما جرى بعد ذلك: “فتقلّد داود بسيفه فوق ثيابه وعزم أن يمشي لأنّه لم يكن قد جرب، فقال داود لشاول: لا أقدر أن أمشي بهذه لأنّي لم أجرّبها، ونزعها داود عنه.” (1صموئيل 17: 39)

أودّ أن ألفت انتباهك الى هذه العبارة الأخيرة. كلمات بسيطة يُمكن أن تكون المفتاح لخفض مستويات الضغط في حياتك: “ونزعها داود عنه.”

خلع داود ثياب الملك شاول عنه… خلع داود توقّعات الآخرين منه… خلع داود المقارنة… وكان هذا سرّ نصرته! لم يكن داود بحاجة أن يحارب مثل شاول لكي ينتصر على الجبّار أمامه… بل كلّ ما كان بحاجة إليه هو أن يكون على طبيعته.

كان بحاجة فقط أن يلوّح بمقلاعه ويثق بالله بشكل كامل لكي ينتصر في المعركة. كان هذا منافيًا للمنطق، ولكنّ الله سبق وأعطى داود مهارات فريدة لكي ينتصر، وهذا ينطبق عليك أنت أيضًا.

أراني الله عبر السنين أن مقارنة نفسك بالآخرين لا تجلب لك سوى الضغط. لم يخلقني الله لأكون مثل أيّ شخص آخر، فلماذا أحاول أن أكون شخصًا مخُتلفًا عن ذاتي؟ الأمور التي تجعلك مختلفًا عن الآخرين ليست عوائق بل هي كنوز قيّمة.

قاوم تجربة مقارنة نفسك مع الآخرين. الله يُحبّك بشدّة وسيستخدمك بطريقة فريدة.

صلاتي أن يُحيطك الله اليوم بمحبّته وحمايته!